القليل من الوقت الفعال مع أسرتك والكثير من السعادة

لا يوجد وقت أغلى وأهم من الوقت الذي يقضيه فلذات أكبادنا الصغار معنا كآباء و أمهات، فهذا الوقت المشترك له الدور الأكبر في تقوية أواصر الحب بينكم وغرس الطمأنينة في قلوبهم الصغيرة. ومما لاشك فيه أن استعدادنا لسماعهم وتفهمهم يعزز فرصهم في التعلم وتطور قدراتهم المختلفة.

يمكن لفترات التواصل الفعالة هذه أن تحصل في أي زمان ومكان:

أنت وطفلك الصغير ترسمان رسماً طفولياً وتضحكان بصدق…

في الحديقة أنت وطفلك ذي الخمس سنوات تكتشفان بدء فصل الشتاء عندما تحسان بأول قطرات المطر…

في المنزل وأنت تكرسين انتباهك الكامل لحديثك مع طفلك ذي التسع سنوات …

تشكل مثل هذه اللحظات العوامل الأساسية في بناء علاقة إيجابية مع أبنائك، دعنا نسميها بـ “الوقت الفعال“.

اترك كل مايشغلك من الكترونيات، هاتف نقال، حاسوب وتوقف عن كل ماتقوم به وفقط “استمع” لهم .

الكثير منا ربما يمضي وقتاً مطولاً مع أبنائه وربما يمضي النهار بأكمله معهم، لكننا نكاد لانذكر نصف ساعة فقط نتواصل خلالها معهم بشكل مخصص ونصب كامل اهتمامنا عليهم، وطبعاً في هذه الحالة نلوم أنفسنا ونظن أنه علينا أن نوقف كل أعمالنا ونشطاتنا اليومية حتى يتسنى لنا أن نمضي وقتاً أطول معهم.

فهل هذا صحيح فعلاً؟

الجواب هو لا، فالحقيقة أن فترات قصيرة من “الوقت الفعال” يومياً أفضل من قضاء أيام كاملة خالية من هذه اللحظات.

الحياة ليست سهلة! فلو كنت أباً عاملاً أو كنتِ أماً عاملة أو حتى لو كنتما تعملان كلاكما فلا زال بامكانكما الحصول على تلك اللحظات الخاصة التي تبقيكم على اتصال مع أطفالكما .

لذلك سنقترح هنا لكم قائمة بأفكار ملهمة لقضاء “أوقات فعالة” مع أطفالكم، نتمنى أن تكون عوناً لكم. بعض هذه الأفكار يمكن تنفيذها بشكل يومي، وبعضها تستمر على فترات طويلة الأمد.

تناولوا الطعام سوياً: فأوقات الطعام هي أوقات عائلية بامتياز، دع الأطفال يشاركون في تحضير الطعام البسيط كالسلطة أو التحلية، استمتعوا وغنوا سوياً أثناء ذلك.اجعل للأطفال دور في الأعمال المنزلية السهلة كتنظيف الطاولة أو إزالة الغبار.

العبوا معاً: ابنو خيمة داخل المنزل أو أقيمو حفلة الشاي مع الألعاب أو حتى شاهدوا أفلاماً على جهاز العرض معاً. حاول أن تجعل ذلك من روتينك ومن أولوياتك ودعهم يحسون بذلك بأن تسجل وقت اللعب في جدول أعمالك اليومي.

الدعاء والصلاة سوياً: اشتركوا معاً في أوقات الدعاء و الصلاة قبل وجبات الطعام وعند وقت الايواء للفراش مثلاً، فادعوا لحصول أمانيهم و للتخلص من أسباب قلقهم . هذا يعلمهم الايمان ويبقيهم أقوياء العقيدة.

اجعل الوقت المشترك معهم جزءاً من جدول أعمالك اليومية: جميعنا لديه مسؤوليات كثيرة لكن ذلك لايمنع من تخصيص فترة 15- 30 دقيقة يومياً ولنعتبرها “استراحة” يمكننا خلالها تمضية الوقت مع أطفالنا. شغل مؤقتاً زمنياً إن أحببت ليعرف الجميع متى تبدأ الاستراحة ومتى تنتهي. لكن هل تعمل خارج المنزل وليس لديك هذا الخيار ؟يمكنك ايقاظ أطفالك مبكراً عن الموعد المعتاد بربع ساعة مثلاً والقيام بنشاط صباحي مرح     كالتقاط بعض الصور ، قد ترى أن ربع ساعة من الزمن ليس مقداراً كافياً لكن بعيني طفلك هو وقت إضافي ثمين معك!

أمسية للعائلة فقط: كما تفعل الكثير من العوائل حول العالم ،خصص أسبوعياً أمسية واحدة للعائلة وللعائلة فقط. رواية قصة ماقبل النوم ،أغنية مشتركة ،صلاة جماعة أو دعاء.

وقت خاص لطفل واحد: الوقت الذي تقضيه مع طفلك يكون ذو تأثير أقوى عندما تقضيانه في نشاط محبب لكما معاً. يمكن ذلك ضمن الأسرة الواحدة مثلاً عندما يقوم الأب بالاهتمام بشؤؤون الطفل الرضيع في العائلة لتقوم الأم بقضاء الوقت مع ابنها الأكبر. حيث يمكن أن يكون هذا الوقت مشاهدة فيلم في السينما أو الذهاب إلى المسرح أو حتى الذهاب إلى الحديقة للجلوس والتحدث فقط. تحدثي معه عن مخططاتك للأسبوع المقبل ،فبدلاً من الطريقة التي اعتدناها للتواصل مع أبنائنا بأن نوجه لهم الأسئلة ،علينا أن نتحدث إليهم كراشدين وندعهم يستمعون لنا. قم بهذه الفكرة في أحد عطلات الأسبوع ،بينما اتركو عطلة الأسبوع القادمة لتكون للعائلة كاملة.

اجعل لنشاطات طفلك مكان في جدول أعمالك: كنشاطاته المدرسية ودروس الرياضة وغيرها.عليك أن تكون هناك معه وتشجعه وإن لم تستطع التواجد لسبب ما ،أبدِ اهتمامك بهذا الحدث فساعده بالتحضير واسأله عن التفاصيل.

كن خلاقاً في الأعياد السنوية والمناسبات الخاصة: رمضان، العيد، رأس السنة، عيد الفصح وأعياد المولد.فاصنعوا معاً مثلاُ بطاقات للمناسبة من ورق مقوى وألوان ولصقات ملونة وقدموها للأهل والأصدقاء بعد أن تدعوا للأطفال اختيار العبارات الدافئة لتكتب عليها.

باختصار يمكنكم الحصول على “الوقت الفعال” باغتنام أي فرصة مهما صغرت لتبدي لطفلك اهتمامك وتقديرك له. ستتمتعان بذلك التواصل الخاص. أؤكد لك أنك ستعود لهذه الذكريات في المستقبل ممتناً لما استطعت إنجازه.

إضافة هامة ! للآباء الذين لديهم أطفال بعمر ماقبل المدرسة

قضاء “وقت فعال” مع الأهل هام جداً لتطور كل طفل،ولكنه ذو أهمية خاصة ومحورية للأطفال ذوي الأعمار الصغيرة جداً. هذا لأنهم يبنون الأساس الذي تطبع عليه شخصياتهم مستفبلاً والاهتمام من قبل الأبوين في هذا العمر أساسي في تكوين الشخصية الواثقة الصحيحة لهم.

كن أول من يرسل تعليقاً هنا

ارسل تعليقاً هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.